لا يُشدُّني الحنين إلا إليكِ
تؤرجحُنا المراحـلُ والفصـولُ
و يكسـرُ لحـنَ غربتنـا الـذبـولُ
ونشربُ من فراغِ الصمتِ بحـراً
فواصلُـه وإنْ جفّـتْ .. تـطـولُ
متى كانتْ خيوطُ الفجرِ تبكي ؟!
متـى الأصـداءُ يقتلُهـا العويـلُ ؟!
هنا صلواتُ فكريَ قـد تـوارتْ
بهـا الليمـونُ يـذوي والنخـيـلُ
هنا ماتتْ رياحُ الحـبِّ جهـراً
فمـا لسـرابِ واديـنـا يـحـولُ
أأنتِ زُرِعْتِ في رحمِ الأغاني ؟!
أم المـوالُ وجهـتُـهُ الـذُّهـولُ ؟!
تردّيـنَ الحكايـا نحـو كـوخٍ
ترمِّـمُ وجـهَ غربـتِـهِ الطُّـلـولُ
سنسكُنُ واحةَ التاريـخِ دهـراً
و نمضـي إنْ أرادَ لـنـا الرَّحـيـلُ
تـؤوبُ مرافـئُ الأرواحِ فينـا
حنينـاً ثــم يخنُقُـهـا الصَّهـيـلُ
تجيءُ تلملـمُ الأحـلامَ لكـن
علـى الأيـامِ تنكسـرُ الخـيـولُ
تعالي مـا بقيـتِ الآن عشقـاً
ستغزلـنـا المـراكـبُ والهـديـلُ
تعالي .. إنْ سألتِ النّاي لحنـاً
تغنّـيـكِ المـدائـنُ والـحـقـولُ
على يمناكِ حطَّ الفجرُ يشـدو
وفي الأخـرى يتيـهُ بنـا الأصيـلُ
رأيتُـكِ واليمـامُ الآن تحكـي
صغارَ الذّنـب وارتاعـتْ تقـولُ :
” هنا عبروا وكان الجرحُ غيمـا
و وجـهُ رحيلِهـم فيـنـا دلـيـلُ
هنا تركوا شتاءَ الدّمـعِ يجـري
هنـا تركـوا زواياهـم تسـيـلُ ”
كأنَّ الليلَ أسلـمَ كـلَّ حُلْـمٍ
وعـاد الصبـحُ يـذروهُ الأُفــولُ
وظلَّ العُشْبُ يسألُ عـنْ قيـامٍ
عروجـيٍّ .. أيبكيـهِ الوصـولُ ؟!
أُحِبُّكِ .. هل سألتِ الرُّوحَ عنّي
وهـل ضجَّـتْ بأسمائـي الفصـولُ
تعالي للـرؤى غيمـاً أخيـراً
بـهِ نمضـي ويطويـنـا الرحـيـلُ