منتديات قلوب العراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    بغداد وقبضة الظلم

    avatar
    د مصطفى
    قلب جديد


    ذكر الجدي عدد المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 31/12/2010
    العمر : 36
    الدوله : العراق

    بغداد وقبضة الظلم  Empty بغداد وقبضة الظلم

    مُساهمة من طرف د مصطفى الخميس 06 يناير 2011, 2:34 am

    بغداد وقبضة الظلم

    --------------------------------------------------------------------------------

    بغداد وعلى عكس عواصم الأرض التي احتفلت بأعياد الميلاد المجيد بطريقة مبهرة أسطورية ارتفعت فيها ألوان الفرح كله إلى عنان السماء، على شكل العاب نارية وأقواس قوس قزح وأغاني الصبايا وكركرة الأطفال ونواقيس الزمان التي تقرع للحب والابتهاج ، إلا بغداد ،فعاشت ليلة الميلاد وهي تلتحف الظلام و تتجرع كأس المرارات، وترقص على موسيقى الموت والاعتقالات والخطف والجثث المجهولة الهوية وآهات وصرخات أبنائها في سجون الحكومة والاختلال ، بغداد التي كانت قطب الأرض وبيت الحكمة ، تعيش ليلة الميلاد اليوم أسيرة الاحتلال بقبضته الظلامية، التي حرمت على أبناء البلاد الموسيقى والغناء والمسرح والفن التشكيلي، وأزاحت بظلاميتها البغيضة النصب والتماثيل والشواهد التاريخية والرموز الوطنية ، عن ساحات بغداد الجميلة. القبضة الظلامية التي تريد أن ترى بغداد متوشحة بالسواد ومتلفعة بالطائفية المقيتة، رافعه شعار البكاء واللطم والتطبير وشق الصدور والقتل على الهوية وتحطيم إرادتها الوطنية ووحدتها الوطنية المتمسكة بالضوء والكبرياء والعنفوان، بإشاعة روح الفساد والتفرقة الطائفية والانحلال ونشر المخدرات القادمة من دول الجوار على شكل حبوب الهلوسة والكبسلة والفسق والفجور ، القبضة الظلامية التي تريد أن ترى بغداد مطفأة العيون، تسبح في الظلام والدمار، أن ترى منائر بغداد وكنائس بغداد وجسور بغداد ونصب بغداد البهية، وشعراء وفناني وصحفي ومثقفي ورموز بغداد خانعين مطأطئين رؤوسهم للظلام ، أن ترى بغداد بدجلتها وفراتها،بنصب شهيدها الأكرم ونصب حريتها الأعظم، بتواضع أبي حنيفة النعمان وأحزان الكاظم عليه السلام وهدوء الكيلاني ، صدى باهتا لظلاميتهم وجبروتهم الفارغ وعقولهم التي يعشش بها البوم واحقاد التاريخ والثارات والضغائن ، أيتها القبضة الظلامية، إن بغداد رمز العصور كلها ودرة التاريخ وعمامة الزمان تأبى أن تجلس في حضن الظلام، وتحت سياطه اللئيمة بقوة سيف الاحتلال الصدئ، إنها تنتفض بوجه المهزومين وتمسك شمس الحرية وأهلة الزمان وتجرها من عيون الشرق لتضيء بها حالكات بيوت العراقيين وقلوبهم التي ملأتموها قيحا، كما ملأتم قلب سيد البلغاء علي بن أبي طالب عليه السلام قيحا ونفاقا، وخذلتموه ألف مرة كما خذلتم شمس الثورات حسيننا الثائر في بطاح كربلاء، وأرسلتم رأسه على أسنة رماح خائنة إلى سيد الطغاة يزيد بن معاوية. ألا خسئتم أيها الظلاميون، وانتم تتسيدون على أبناء جلدتكم وتبدون ثعالب تمام المحتل الأمريكي ، تهرولون أمام جنوده كجراء أصابها الجرب ... بغداد تشد جراحها ... وترفض الطغيان ، بغداد في العام الجديد حزينة، بلى حزينة ، لكنها تنتظر عودة الفرسان في ساحاتها ... ليبدأ النشيد ، النشيد الذي تعزفه الجماهير على إيقاع التحرير والنصر الأكيد ،نصر العراقيين الشرفاء الذين يرفضون الضيم والخنوع والاحتلال الأمريكي البغيض،إن لبغداد عاصمة الله والشهداء موعد أكيد، لتعانق فيه سماء الحرية، حرية الشعب الأبي الصابر المحتسب وعندها تحتفل بغداد بعيد الأعياد، بطريقتها الخاصة التي لا تشبه أي طريقة في العالم..

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 11 نوفمبر 2024, 8:20 am